الإمارات تفسح المجال للمتظاهرين الغاضبين لإقتحام قصر معاشيق الرئاسي بعدن رداً على سقوط الطائرات الإماراتية
16 يونيو، 2016
761 11 دقائق
يمنات – صنعاء
عبدالعزيز ظافر معياد
يبدو أن نظام أبوظبي يتجه إلى حسم الأمور لصالحه في عدن في أسرع وقت ممكن، بحيث يقطع الطريق تماماً أمام محاولة هادي والإخوان، ومن ورائهم قطر، استعادة نفوذهم في عدن.
نقل موقع “عدن الغد” المقرب من الحراك الانفصالي، معلومات عن مصادر عاملة في القصر الرئاسي بمعاشيق يوم الثلاثاء، تفيد بتقليص القوات الإماراتية المرابطة منذ نوفمبر الماضي بالقصر من أكثر من 200 جندي إلى 12 جندياً إماراتياً فقط.
ورغم ما يكشفه ذلك من فتور واضح يشوب العلاقة بين حكومة هادي والقوات الإماراتية، وعدم اطمئنان من حكومة بن دغر لأمنها وسلامة أعضائها في ظل تولي القوات الإماراتية المهمة، إلا أن الأهم من ذلك هو تزامن الانسحاب الإماراتي مع أحداث مهمة، هى:
– انتهاء مهلة العشرة أيام، التي منحها نشطاء الحراك الانفصالي لحكومة بن دغر لإيجاد حلول لمشكلة الكهرباء والمشتقات النفطية، وتهديدهم بالتجمع والتظاهر يوم الأربعاء، أمام قصر معاشيق للمطالبة برحيل الحكومة من عدن، وظهر الانسحاب هنا وكأنه دعوة إماراتية ضمنية ومحاولة لإفساح المجال للمتظاهرين لاقتحام قصر معاشيق.
– جاء الانسحاب بعد ساعات من سقوط المروحية العسكرية الثانية للإمارات ومقتل قائدها ومساعده، وذلك بعد يوم من حادثة المروحية الأولى، وهناك أخبار – لم تتأكد بعد – عن سقوط مروحية ثالثة، فجر الأربعاء، وفي ظل شكوك بتورط جهات معادية وربما منافسة للإمارات في عدن واليمن عموماً، خاصة أنه طوال سنة وثلاثة أشهر من الحرب لم تفقد الإمارات سوى مقاتلة حربية وحيدة قبل عدة أشهر.
– زيارة حسين عرب وزير الداخلية لقطر والأخبار المسربة عن تمويل قطري لإنشاء جهاز أمن داخلي، كان ثمرة زيارة عرب الأخيرة إلى قطر، إضافة إلى تنسيق عرب قبل ذلك مع المخابرات التركية، ويعتبر ذلك – في حال تحقيقه – تهديداً كبيراً قد يطيح أو يضعف، إلى حد كبير، بكل الإجراءات الأمنية والمخابراتية والعسكرية التي قامت بها الإمارات في عدن طوال الفترة السابقة لضمان إحكام قبضتها على المدينة، وهو ما يجعل من التخلص من حكومة بن دغر وطردها من عدن أولوية إماراتية.
لاشك أن هذه التطورات كفيلة بإشعال غضب محمد بن زايد، ولي عهد ابوظبي، وإثارة قلقه العميق جراء هذا التصعيد الخطير ضد قواته، وما يمثله ذلك من تهديد حقيقي لأجندته في اليمن، التي كلفته كثيراً، ومازالت، ونظراً لما عُرف عن بن زايد من حزم وعدم تساهل مع خصومه، سيما والكثيرين لايزالون يذكرون القصف الوحشي الذي تعرضت له العاصمة صنعاء عقب مقتل 47 عسكرياً إماراتياً في مأرب، وقول بن زايد لهادي إنهم قوم يأخذون ثأرهم قبل أن تجف دماء قتلاهم.
يبدو أن نظام أبوظبي يتجه إلى حسم الأمور لصالحه في عدن في أسرع وقت ممكن، بحيث يقطع الطريق تماماً أمام محاولة هادي والإخوان، ومن ورائهم قطر، استعادة نفوذهم في عدن عبر حكومة بن دغر وجهاز عرب الأمني، وفي ذات الوقت هناك رغبة للانتقام لمقتل الطيارين الإماراتيين، والرد بحزم ضد هذا التصعيد.
يكشف الانسحاب الإماراتي من القصر الرئاسي بعدن، عن سعي النظام الإماراتي لاستغلال حالة السخط الشعبي في الشارع العدني جراء استمرار انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة، وما ينجم عنه من معاناة إنسانية بالغة جراء تجاوز درجات الحرارة الـ40 مئوية، لحسم معركته مع خصومه، حيث جاء الانسحاب كدعوة ضمنية منه للمتظاهرين الغاضبين لاقتحام القصر، وتوجيه غضبهم نحو حكومة بن دغر الموالية لهادي وليس نحو محافظ عدن الموالي لأبوظبي، باعتباره المسئول الأول عن المشكلة.
تدرك الإمارات أنها في كل الأحوال ستكون المستفيدة من المواجهات بغض النظر عن حجم الضحايا الذين سيسقطون فيها، ففي حال نجاح المحتجين في اقتحام القصر الرئاسي وما قد يرافقه من احتجاز وزراء وفرار آخرين، وربما سقوط بعضهم، فإنها ستضمن بذلك استئصال ما تبقى لهادي وحكومته وربما لدولة الوحدة من الوجود في عدن، أما في حال فشل المتظاهرين في اقتحام القصر، فمعناه تمكن الحرس الرئاسي من صد المتظاهرين، لكن بعد اشتباكات عنيفة قد تتسبب في سقوط عشرات الضحايا، ومن ثم فإن الحكومة تكون قد أطاحت بما تبقى لها من دعم وتعاطف شعبي، ووفرت المبرر للجماعات الانفصالية والمسلحة لاستهداف أعضائها ومقراتها، وليس أمامها إلا الرحيل السريع من عدن أو الالتجاء إلى الإمارات وقواتها وعملائها في عدن، والعمل صاغرة لخدمة المشروع الإماراتي الانفصالي..